ورقة من مذكرات مرضي

كَكُرَةٍ من فولاذ أدحرج أحلامي بقدمٍ نحيلة، منذُ الطفرة التي تحول اسمُها إلى فعلٍ: يمثلني! لا فراغ لدي في هذا الفراغ، أحلم بمنزل ككل الكائنات الحيّة وهذا المنزل يحلم بأرض، والأرض في ذمّة تجّار العقار بعد أن أصبح سعرها أغلى من المنزل الذي سـ..يبنى عليها، وبما أنّ «السين» للتسويف كما أخبرني معلم اللغة العربية جزمه ورفعه وجرّهُ الله إليه، فقد كرهت كل «السينات» في الدنيا بدءاً من الرياضيات وليس انتهاءً بتلك التي تبحث عن جيمٍ يسُدّ رمقها، تعوّدت على الإجابات والآراء الأشبه بتونةٍ معلّبة، تماماً ككل الكائنات.. التي تتنفس الإسمنت والبلاستيك المستورد من الصين، أشعُر في السنوات الأخيرة بأنّ حياتي تحوّلت إلى محل «أبو ريالين» وفرةٌ بلا قيمة، رداءةٌ بلا جودة، بالأمس كنت أشتم الفساد وأنا فاسد – وغداً قد أنظّر عن الفضيلة وأنا….! حتماً لم أكن كذلك لأنّي كذلك.. وإنما هناك من شكلني وصنعني ثم وضع ختم «مواطن» على ظهري، قبل فترة كنت أفكّر أن تكون لي آرائي وقراراتي الخاصّة. اكتشفت أنّي لا أستطيع أن أفعل ذلك.. إذ يتطلب ذلك أن أكون صادقاً وأن أقول الحقيقة وهذا يكلفني الكثير، فالحقيقة في وسطٍ كاذب أشبه ما تكون بقنبلة موقوتة، وأنا أكره أن أضُرّ أو أُضَرّ.. ، أحتاج إلى أن أمارس إنسانيتي مثلاً وهذا المجتمع يحاسبني إن أحبَبْت ويتركني في حال سبيلي إن وزّعت الكُرْه بالمجّان! لا أخفيكم «جهراً» يا من تجدون هذه الورقة بعد مماتي – على اعتبار أنّي قد عشت ذات يوم – : سأكون عادلاً معكم وأخبركم بـ أنّي: أكرهكم بالتساوي.. لهذه الفضيلة بادلوني الكُرهْ بالدعاء بالرحمة والمغفرة.. والسلام.