عجلة التنمية تحتاج «بنشري»!

إذا كان ساهر «نظاماً» فالنوم «فوضى»، أقول قولي هذا وأستغفر الله، ويقول الواقع بـ إنه لا توجد مجتمعات يحترم أفرادها النظام وأخرى لا تحترمه، وإنما الكل يحترم النظام بشرط أن يُطبّق على الجميع، وهذا ما يفسر انضباط السعوديين في الخارج واختراقهم للأنظمة وفوضاهم غير الخلاّقة في الداخل. في جلسةٍ خاصة مع أصدقائي الفاسدين والضليعين في أكل المال العام والتحايل على الأنظمة.. طرحت هذه الأسئلة: ألا تشعرون بأنّكم تأكلون وتؤكّلون أبناءكم حراماً؟! وأنكم لستم إلا لصوصاً تأكلون خيرات بلدكم التي يفترض أن تكون حقاً للجميع؟! ثم ألا تشعرون أن ما تفعلونه يؤثر على «عجلة» التنمية في البلد؟! و… قبل أن أكمل بقيّة الأسئلة قاطعني كبيرهم الذي علّمهُم «النَّحْر».. بابتسامةٍ عريضة وثقةٍ لم أجدها فيمن تنفق يمينه ما لا تعلمه شماله.. أولاً: نحنُ لا نبيع حشيشاً أو ندخل أيدينا في جيوب المساكين ونسرقهم لتقول إنّ ما نكسبهُ حرام والعياذ بالله، ثانياً: نحنُ نخترق النظام بالنِّظام نفسه فـ أنظمتنا ليست عقيدةً سماوية ولا قانوناً رياضياً كـ 1 + 1 = 2 بل قانون مُتسامح و»حبيب» يسمح بأن يكون الناتج أحياناً 3! ونحن نعمل وِفْقَ ذلك؛ لذلك لا نرى بأننا لصوص كما وصفتنا – سامحك الله – أيّها المواطن الصالح أكثر من اللازم! ثالثاً: بخصوص «عجلة التنمية» فـ اسمح لي أن أُذَكّرك بأنّك تسرّعت في هذا الحكم وأنّ «العَجَلَة» من الشيطان!